متلازمة كوابيس البطالة


وترهات (كنت أظن وخاب ظني!)

"بسم الله الرحمن الرحيم، قربت أتخرج، وين أبدأ ..؟" كان هاجسي وشغلي الشاغل في آخر مستويات دراسة البكالريوس بالتفكير لما بعد التخرج مباشرة.


يعني ماذا سأعمل؟ وأين؟ وأرسم أهداف خيالية وخطط درامية، ويزداد التركيز بهذا الأمر حين أسمع من حولي وأقرأ بشبكات التواصل الاجتماعي (تويتر غالبًا) عن ظاهرة آيلة للانقراض تسمى …


واقعية الحصول على وظيفة

… أو شبهت بأن تكون منقرضة، فأصبح هاجسًا مرعبًا وبات كابوس الفراغ نصب عيني ... (أعوذ بالله)


كنت أحلم مبدئيًّا بوظيفة كمبرمجة أو باحثة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أو أخصائية شبكات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وتخرجت بمعدل جيد، جهات كثيرة بيئتها ممتازة تقيس قبول الشخص بحسب معدله وأكثر الأماكن التي حلمت بها كانت تضع شرطًا للمعدل لا تنظر لما دونه (٤ من ٥ فأكثر)


بالمقابل، بدأت تنهال علي عروض الشراكة والأعمال ممن لديهم أفكار ويريدون لها مبرمجين يكتبلهم كود ويصير برنامج يضرب بالسوق، بطريقة غير مدروسة ولا مرغوبة لكنها حلم الآيسين (أو كما ظننت) وكان يصعب علي نطق “لا” لرفضها.


أذكر أني كنت أتصفح أحد المتاجر الالكترونية السعودية ولفتتني صفحة التوظيف (أو انضم لفريقنا) فضغطت عليها بسرعة، يعني بستكشف عالم هالتجارة الإلكترونية، وفعلًا أرسلت بطلب التقديم على وظيفة (بعد تخرجي بشهر ونصف) وعطيت نفسي مسمى من راسي ما اشتغلت عليه وتوهقت! قلت اني web and mobile application developer واللي فعليا اشتغلت عليه بالجامعة مشروع التخرج تطبيق ويب، وكذلك تطبيق اندرويد بس كنا معدلين على كود ابلكيشن جاهز (مطورين فكرته)، كان تقديم الطلب كالتالي:


أهلا *اسم المتجر*


أنا عائشة تخصص IT حديثة تخرج (وقلت اني web and mobile application developer) وحسابي بـlinkedin كذا ورابط السيرة الذاتية كذا

أهلا عائشة! هل لديك رابط لتطبيق جوال قمتِ بالعمل عليه أو شاركت بالعمل عليه!

سلام *فلان*

بالنسبة للتطبيق فقد عملت على تطوير تطبيق اندرويد لكننا لم نقم برفعه على متجر قوقل بلاي! أما تطبيقات الـiOS فإني قد انضممت إلى ورش عمل لتعلمها لكني لم أعمل عليها. لكن حاليا أنا أخطط للعمل على تطبيق معين وسأرفعه على الآب ستور، قد أنهيه نهاية هذا الأسبوع
أعلم أنه من الأفضل أن تكون لدي أعمال قابلة للعرض والمشاركةوليست التطبيقات التي عملت عليها خلال الدراسة لكن لدي الأساسيات

جيد!
أرجو إعلامي بالنتائج، وسأتواصل معك بعد ذلك … (قصده علميني وش يصير معك بهالتطبيق اللي تشتغلين عليه)

كانت هذه آخر رسالة لذلك التجاوب حتى الآن، وجدت صعوبة في العمل من المنزل، خصوصًا وأني سأتعلم كيف أقوم ببناء التطبيق وهو بلغة برمجية جديدة علي كليًّا. أخبرت الشخص الذي أعرفه بأن فلانًا هو صاحب التجر الفلاني وإني قدمت عليهم بس ما صار عندي شغل جاهز أستعرض فيه! كانت سالفة وبس، لكنه اجتهادًا منه وحرصًا ومساعدة لي جزاه الله خيرًا قام بالتواصل مع صاحب المتجر (ليتوسط لي) وأنا لدي حساسية من الوساطة لذلك شلت فكرة العمل لديهم من راسي …

كثر قالوا لي الدنيا ما تمشي إلا بالواسطة، واذا تبين مكان زين وملهم دوري أحد تعرفينه يتوسط لك وتراها مب واسطة بغير حق أنتِ مجتهدة وبيصير الموضوع بس (وجهِ تعرفه ولا وجهٍ تستنكره) وإلخ

لكن الحمدلله حصلت على أول وظيفة وثاني وظيفة بجهدي ودون الحاجة لأحد (رغم أنها لم تكن بأحد الأماكن الملهمة التي أحلم بها لكن (ومالو!) طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.


وأنا الآن على مشارف الانتهاء من مرحلة الماجستير (ديسمبر بإذن الله) وسبب ذكري لهذه القصة القصيرة المتواضعة أمرين:

DonePending
  1. أولا: بجرب الموقع الـ👍🤩

  2. ثانيًا: مع حوسة البحث والأفكار التي تأتي وقت العمل عليه والتركيز على النملة القادمة من أقصى الزاوية أمامي لتحمل نملة أخرى وتعود بها، تجيني هواجيس البطالة، يعني قربت أتخرج وأبي أشتغل بمكان ممتاز! فتذكرت إن أهم شي المعرفة وتوظيف هذه المعرفة بالذات لأن تخصصنا تطبيقي وليس نظري.

رسالة أخيرة:

الفرص الوظيفية متوفرة، لا تخافوا على ضياع مكانكم في المجتمع، ففرص العمل أرزاق بيد الكريم الرحمن يكتب لنا منها ما هو مطلقًا وبدون جدل المناسب لنا فنسأله أفضل الوظائف ثم الرضا بما رزقنا فالبركة. وكذلك تجديد المهارات مهم وبهالوقت مافيه شي صعب نتعلمه، كلو موجود أونلاين! فقط نقول اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا.
يعني يمكن “نهوجس” من هنا لبكرا بالوظيفة والفراغ ونخاف لكن بدون فائدة! الأهم إننا نشتغل ونحدد هدفنا ونسعى له، ماندري وين رزقنا فيه فلا نستعجل عليه!

من هذا المنطلق شديت حيلي بأكثر تخصصين مهتمة فيهم اللي هم أمن المعلومات وعلم البيانات ومؤخرًا تركيزي على علم البيانات، وبحث الماجستير يركز على الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق (AI & Deep Learning) ولا أخفيكم كم أني مستمتعة ومفتونة بهذا المجال، خصوصًا بعد المادتين الأعمال الذكية والتنقيب عن البيانات ودرجة يوداستي المصغرة في برمجة الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.

  • ملاحظة على جنب: للحين تجيني عروض وظائف مبرمج ويب لتصميم واجهات المستخدم أو شراكة عشان “أبرمج” موقع 🚶🏻‍♀️


وصلى الله وسلم على نبينا محمد